وَعَنْ أَبِي
قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ: رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَسْوَأُ
النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ؟ قَالَ: «لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلاَ
سُجُودَهَا» أَوْ قَالَ: «لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ. وَلأَِحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ مِثْلُهُ إلاَّ أَنَّهُ قَالَ:
«يَسْرِقُ صَلاَتَهُ»([2]).
لا يعذر بالجهل، يتعصب لقول فلان وفلان ويرفض ما
يسمع من الخير والحق، هذا ما ينفعه ذلك، فلا يعذر بالجهل مثل هذا.
«أَشَرُّ النَّاس
سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ»: السرقة محرمة وكبيرة من
كبائر الذنوب، ولعن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم السارق، وأمر الله جل وعلا بقطع
يده، قطعه الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بقطعه.
فدل على: أن السرقة جريمة
عظيمة، وكبيرة من كبائر الذنوب، ولا تختص بسرقة الأموال؛ بل سرقة العبادات أيضًا
أشد، أسوء النَّاس سرقة أسوء من الذي تقطع يده، أسوء النَّاس سرقة الذي يسرق من
صلاته، يعني: فلا يتمها، يترك شيئا من أركانها وواجباتها هذا سارق، ويقول أنا
جاهل. نقول له: تعلم، لا تصلِّ وأنت باقٍ على جهلك، تعلم، العلماء موجودون والدروس
موجودة، فاسأل.
قوله: «وَكَيْف يَسْرِقُ مِنْ صَلاَتِهِ؟»: كيف يسرق؟ فالسرقة في عرف النَّاس أخذ المال خفية.
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (1367)، وأحمد رقم (11532)، وأبو يعلى رقم (1311).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد