فالطمأنينة ركن من
أركان الصلاة، فالذي لا يطمئن في صلاته لا تصح صلاته، لأنها ركن من أركان الصلاة،
ولأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال للذي أساء في صلاته: «صَلِّ؛ فَإِنَّكَ
لَمْ تُصَلِّ» لأنه لا يطمئن في صلاته.
قوله: «وَافْتَرِشْ
فَخِذَكَ الْيُسْرَى»: هذه كيفية الجلوس الأوسط، كيفية الجلوس للتشهد الأول:
أنه يفرش رجله اليسرى بأن يجعل ظهرها على الأرض، ثم يجلس عليها وينصب اليمنى وهو
ما يسمى بالافتراش.
قوله: «ثُمَّ
تَشَهَّدْ»: بأن تقول التشهد الأول الذي مر في الحديث الذي قبل هذا: «التَّحِيَّاتُ
لله» إلى قوله: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، «عَبْدُهُ»: فيه رد على الغلاة، الذين
يغلون في الرسول صلى الله عليه وسلم ويرفعونه فوق العبودية ويزعمون أن له شيئًا من
الألوهية، «وَرَسُولُهُ»: فيه رد على من جحد رسالة النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم، وهم فريقان:
الفريق الأول: الغلاة.
والفريق الثاني: الجفاة.
فالغلاة الذين
غَلَوْا في حق الرسول كما غلا النصارى في حق المسيح رفعوه فوق منزلته.
والجفاة الذين أنكروا رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد