وَعَنْ عَبْدِ
الله بْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «قَامَ فِي صَلاَةِ
الظُّهْرِ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ، فَلَمَّا أَتَمَّ صَلاَتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ،
فَكَبَّرَ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ،
وَسَجَدَهُمَا النَّاسُ مَعَهُ مَكَانَ مَا نَسِيَ مِنَ الجُلُوسِ»([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ.
هذا الحديث فيه ذكر إذا قام الإمام ونسي التشهد
الأول، ماذا يفعل؟ هذا حصل للرسول صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث.
هذا فيه: ما يفعل الإمام
والمأموم والمنفرد، كلُّ مصلٍّ إذا نسي التشهد الأول واستتم قائمًا، إذا استتم
قائمًا فإنه لا يعود للتشهد الأول؛ بل يستمر ويعوِّض عنه بسجدتين قبل السلام
تُسَمَّيان سجدتي السهو، هذا الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما إذا ذكره قبل أن
يستتم قائمًا فإنه يجب عليه الرجوع والإتيان بالتشهد الأول؛ لأنه لم يدخل في الركن
- ركن القيام - فيرجع إلى ما تركه، أما إذا قام واستتم قائمًا فقد دخل في الركن
الذي بعده - يعني: دخل في ركن القيام - فلا يرجع بعد دخوله في الركن لأجل واجب،
ويعوض عنه بسجدتي السهو، وتكونان قبل السلام.
هذا فيه: دليل على أن
السجود عن نقص يكون قبل السلام.
قوله: «وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ»: التشهد الأول.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1230)، ومسلم رقم (570).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد