وَعَنْ فَضَالَةَ
بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: «سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَدْعُو
فِي صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَجِلَ هَذَا»،
ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: - أَوْ لِغَيْرِهِ - «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ،
فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ
يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ»([1]). رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
وَفِيهِ حُجَّةٌ
لِمَنْ لاَ يَرَى الصَّلاَةَ عَلَيْهِ فَرْضًا، حَيْثُ لَمْ يَأْمُرْ تَارِكَهَا
بِالإِْعَادَةِ، وَيُعَضِّدُهُ قَوْلُهُ فِي خَبَرِ ابْنِ مَسْعُودٍ بَعْدَ ذِكْرِ
التَّشَهُّدِ: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ»([2]).
«إذَا صَلَّى
أَحَدُكُمْ» يعني: إذا دعا ربه عز وجل فإنه يستحب له أن يبدأ بالحمد لله والصَّلاة على
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يدعو بما شاء، ولا يبدأ بالدعاء قبل الثناء
على الله وقبل الصَّلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، في الصلاة وفي غيرها، لأنَّ
من أسباب الإجابة البدء بالثناء على الله والصَّلاة على رسوله، فهذا الثناء سبب
لإجابة الدعاء.
فهذا فيه: بيان أن من أسباب
قبول الدعاء افتتاحه بالحمد لله، ثُمَّ الصَّلاة على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم،
ثُمَّ يدعو بما يريد، ولا يبدأ بالدعاء ويترك البداية بالثناء على الله والصَّلاة
على رسوله صلى الله عليه وسلم، سواء كان في الصَّلاة أو في غيرها.
قوله: «عَجَّلَ هَذَا»: يعني: أنه لم يحمد الله ولم يصل على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فهو عجَّل، عجل في دعائه، لم يتمه ولم يكمله.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1481)، والترمذي رقم (3477)، وابن خزيمة رقم (710).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد