×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ٩ [لشمس: 7- 9] أضاف التزكية هنا إلى العبد؛ لأنه متسبب في زكاة نفسه بالطاعات، وينسب التزكية إلى الله عز وجل لأنه هو الموفق للتزكية «زَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا»: فهو سبحانه هو خير المزكين، ولا ينفع الإنسان أنه يزكي نفسه بالمدح والترفع: ﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ [النجم: 32] يعني: لا تمدحوها وتبرؤوها من الذنوب، وتكملوها بالمدح، هذا لا يجوز ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا [النساء: 49].

فتزكية العبد لنفسه على قسمين:

القسم الأول: تزكية محمودة: وهي أن يزكيها بطاعة الله عز وجل.

والقسم الثاني: تزكية مذمومة: هو أن يكملها ويمدحها ويعجب بنفسه، هذا من شأن اليهود ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ هذا من فعل اليهود، ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى هذا استنكار من الله عز وجل، استنكار لهذا الفعل، الإنسان يعتبر نفسه مقصرًا، ويعتبر نفسه ضعيفًا، ما يعتبر أنه كامل ولا يمدح نفسه، هذا لا يجوز.

وقوله: «أَنْتَ وَلِيُّهَا»: هذا توسل إلى الله جل وعلا بأسمائه، فهو الولي، هو الولي سبحانه: ﴿وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ [الشورى: 28].

«أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا»: ما هو الفرق بين «وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا»؟

«وَلِيُّهَا»: بمعنى: أنت الذي توفر لها منافعها ومصالحها ورعايتها، «وَمَوْلاَهَا»: يعني: مالكها، المولى يعني المالك، فالله هو الولي والمولى، هو الولي بمعنى الموفق والمصلح والرزاق، الذي يتولى


الشرح