×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وقوله: «وَفِي بَصَرِي نُورًا»: لا يبصر إلاَّ الخير والاعتبار والتذكر لما يراه، وإلا فهناك أسماع وأبصار مظلمة - والعياذ بالله - ما يسمع بها الخير ولا يبصر بها الخير.

أما المؤمن فالله جعل له نورًا في كل حواسه، وفي كل أموره فهو في نور: ﴿۞ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ [النور: 35] يعني: منوِّر السموات والأرض.

فالنور من أسماء الله جل وعلا، وأيضًا هو من صفات الله، وأيضًا هو من مخلوقات الله عز وجل، هذا النور الذي تمشون به، نور الشمس والقمر هذا من الله، الله خلقه ونور به الكون، النور يكون مخلوقًا ويكون معنويًّا، ويكون صفةً لله عز وجل، ويكون اسمًا من أسماء الله عز وجل، كتابه نور وهو القرآن العظيم، رسوله نور عليه الصلاة والسلام، المؤمن في نور، وفي أنوار من الله عز وجل، فأنت تدعو الله أن يحفك بالأنوار، وأن يجنبك الظلمات في أعمالك وسلوكك وأخلاقك، في سمعك وبصرك: ﴿وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورٗا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ[النور: 40].

الكُفَّار: وإن كان عندهم الحضارة، والدنيا متوفرة لهم، لكنهم في ظلام، ظلمة في تصرفاتهم، في قلوبهم، في أبصارهم، في أسماعهم - والعياذ بالله.

أما المؤمن: فهو في نور على حسب إيمانه، هو في نور ولو لم يكن عنده من الدنيا شيء، نوره في قلبه وفي إيمانه، وفي سمعه وبصره، هو في نور ولو كان فقيرًا، ما دام عنده إيمان فهو في نور من الله عز وجل:


الشرح