×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

أوصيك، وهذا فيه تأكيد على هذه الدعوات؛ لأنَّها وصية من الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي ليست خاصة له، وإنما هي عامة لكل مسلم.

«ألا تدع دبر كل صلاة»: دبر الشيء آخره، ويحتمل أنَّ هذا قبل السَّلام، ويحتمل أنَّه بعد السَّلام؛ لأنَّ الكل يصدق عليه أنَّه دبر، قبل السَّلام وبعد السَّلام؛ لكن بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رجح أنَّه قبل السَّلام؛ لأنَّ الدعاء في أثناء الصَّلاة أفضل من الدعاء بعد الصَّلاة، والبعض الآخر يرى أنَّه بعد السلام، والأمر في هذا واسع - والحمد لله.

«أن تقول: اللهمَّ»: أصلها: يا الله ثم حذفت يا النداء وعوض عنها الميم في آخر المنادى، فهي دعاء لله - بيا النداء المحذوفة المعوض عنها بالميم.

وقوله: «أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِك وَشُكْرِك وَحُسْنِ عِبَادَتِك»: هذه الكلمات:

«أَعِنِّي»: لأنَّ الإنسان إذا لم يعنه الله فلن يستطيع أن يقول أو يفعل شيئًا، ففيه الاستعانة بالله عز وجل.

«على ذِكْرِك»: هذا عام في ذكر الله عز وجل بجميع أنواع الذكر من تهليل وتكبير وتسبيح وتحميد وغير ذلك من أنواع الأذكار.

وذكر الله عز وجل عبادة عظيمة، قال الله جل وعلا: ﴿فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ [البقرة: 152]، وفي الحديث القدسي: أنَّ الله - يذكر من ذكره، فإن ذكره في ملأ ذكره الله في ملأ خير منه، يعني: الملائكة، وإن ذكره في نفسه، ذكره الله في نفسه، ﴿فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ.


الشرح