«وَشُكْرِك»: على النّعم، الشكر
يكون على النّعم؛ لأنَّ النّعم يجب أن تشكر، وشكرها يكون بالثناء بها على الله
لفظًا، واعتقادًا، وعملاً. لا يكفي الشكر باللسان، ولا يكفي بالقلب، ولا يكفي
بالعمل؛ بل لا بد من اجتماع الأمور الثلاثة باللسان وبالقلب وبالعمل، باللسان بأن
ينطق بالشكر، والقلب بأن يعترف، وبالعمل أن يستعمل نعم الله في طاعة الله، يستعين
بها على عبادة الله فلا يستعين بها على المعاصي والمحرمات، فمن فعل ذلك لم يكن
شاكرًا لله؛ بل هو كافرٌ لنعمة الله عز وجل، والشكر كما يكون بالقول يكون بالعمل:﴿ٱعۡمَلُوٓاْ
ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ﴾ [سبأ: 13].
فالعمل إذا كان عمل طاعة
فهو شكر لله عز وجل، بخلاف الحمد فإنه لا يكون بالفعل والعمل، إنما يكون باللسان
والقلب فقط.
«وَحُسْنِ عِبَادَتِك»: هذه الثالثة، أعني: «على حسن عبادتك» عبادة لله بما شرع - على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يُعبد الله بشيء لم يشرعه الله، يكون هذا من البدع: عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»([1])، «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»،([2]) فلا بد أن تكون العبادة موافقة لما شرعه الله - «وَحُسْنِ عِبَادَتِك»: العبادة أمرها عظيم، الله خلق الخلق لعبادته سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]؛ ولكن إذا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2697).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد