×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا فَقَدَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَضْجَعِهِ، فَلَمَسَتْهُ بِيَدِهَا، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، وَهُوَ يَقُولُ: «رَبِّ أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، زَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ.

 

لم يعنك الله ولم يوفقك الله فإنك لن تعبد الله عز وجل، أو لن تداوم على عبادته، فهذا لا يحدث إلاَّ بإعانة الله عز وجل وتوفيقه.

هذه كلمات عظيمة سهلة على اللسان، عظيمة المعنى، أوصى بها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فليحافظ عليها المسلم مع الصَّلاة.

هذا نوع من الدعاء قاله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في سجوده من صلاة الليل، كان صلى الله عليه وسلم ينام عند نسائه كل امرأة يخصها بليلة، يقسم بين نسائه، كان عند عائشة تلك الليلة، ففقدته من المضجع ولا تدري أين ذهب؟ المسجد قريب منها لأن حجرتها على هذا المسجد، فذهبت تلتمسه ولم يكن عندهم كهرباء ولا مصابيح، الليل مظلم فلا ترى الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فوقعت يدها على عقبه صلى الله عليه وسلم وهو ساجد يصلي بالليل، سمعت من دعائه صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء.

قوله: «رَبِّ أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، زَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا»: يستحب لمن يصلي بالليل أن يقول هذا الدعاء في سجودهِ: «اللهمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا زَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا» كلمات عظيمة، «أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا» أو «آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا».


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2722).