وَهُوَ دَلِيلٌ
عَلَى أَنَّهُ إذَا لَمْ يَقُلْ: وَرَحْمَةُ الله أَجْزَأهُ.
وَعَنْ سَمُرَةَ
بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى أَئِمَّتِنَا، وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَلَفْظُهُ: «أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
أَنْ نَرُدَّ عَلَى الإِْمَامِ، وَأَنْ نَتَحَابَّ، وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا
عَلَى بَعْضٍ»([2]).
*****
فالصيغ التي وردت:
الصيغة الأولى: «السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ».
الصيغة الثانية: «السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله».
الصيغة الثالثة: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله
وَبَرَكَاتُهُ».
فأصحها وأكملها: «السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله» هذا الذي وردت به أكثر الروايات؛ لكنه لو اختصر
على قول: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ» حصل المقصود وأدى الركن، ركن التسليم،
وإن زاد «وَرَحْمَةُ الله» هذا أكمل.
هذا بيان الحكمة من
السَّلام، وهو أنه تسليم على الإمام في الصلاة، وتسليم من المصلين بعضهم على بعض،
هذا بيان الحكمة.
الضمير في قوله: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ» مَن يعني؟ يعني: الإمام، ويعني: المصلين عن يمينه وشماله، هذا ما جاء به هذا الحديث المفسر، هذا المفسر لقوله: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ».
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (922)، والدارقطني رقم (1357)، والبزار رقم (4566).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد