وَعَنْ سَعْدِ بْنِ
أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلاَءِ
الْكَلِمَاتِ، كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ، وَيَقُولُ: إِنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَعَوَّذُ بِهِنَّ دُبُرَ الصَّلاَةِ:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ،
وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»([1]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
قوله: «اللهمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ
البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إلَى
أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»: هذه أيضًا كلمات عظيمة، كانوا يحرصون عليها
ويعلمونها أولادهم كما يعلمونهم الكتابة، وهي:
«اللهمَّ إنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ»: والبخل صفة مذمومة، أن يبخل الإنسان بالواجب عليه من
الزكاة والنفقة الواجبة، يبخل على نفسه وعلى أولاده، هذا بخل - والعياذ بالله -
وهي صفة ذميمة، والبخل يُقصد به البخل بالواجب من الزَّكاة، ومن النفقة الواجبة
على الزوجة وعلى الأولاد، هذا البخل، كذلك البخل بالتبرعات والصدقات والإنفاق في
سبيل الله: ﴿فَمِنكُم مَّن يَبۡخَلُۖ وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن
نَّفۡسِهِۦۚ وَٱللَّهُ ٱلۡغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُۚ﴾ [محمد: 38] فلا يبخل الإنسان
بالواجب، ولا بالمستحب، الواجب لا بدَّ منه، والمستحب زيادة في عمله وفي حسناته،
والجود يحبب الرجل إلى أعدائه، والبُخل يبغض الرجل إلى أولاده، حتى أولاده أقرب
الناس إليه يبغضونه.
تغط بأثواب السخاء فإنني *** أرى كل عيب فالسخاء غطاؤه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6365)، ومسلم رقم(2706).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد