وقوله: «وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ»:
الجبن: معناه الخوف، الخوف الَّذي يصيب الإنسان فيجبن عن الجهاد في سبيل الله، وعن
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحرِم نفسه من فضل الجهاد، ومن فضل الأمر
بالمعروف والنَّهي عن المنكر؛ خوفًا على نفسه، هذا الجبن، الجبن الذي يمنع من
الواجب.
وقوله: «وَأَعُوذُ
بِكَ أَنْ أُرَدَّ إلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ»: كذلك إذا هَرِم الإنسان وخرف،
فصار ليس عنده علم بالأشياء، فعاد إلى حالته الأولى كيوم ولدته أمُّه: ﴿وَمِنكُم
مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡ لَا يَعۡلَمَ بَعۡدَ عِلۡمٖ شَيًۡٔاۚ﴾ [النحل: 70]، ويصبح الإنسان موجودًا، ولكن لا يُنتفع بوجوده،
وإنَّما يتعذَّب ببقائه، ولذلك استعاذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَأَعُوذُ
بِكَ أَنْ أُرَدَّ إلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ» لأنَّه إذا وصل هذه المرحلة من
حياته صار عالةً على غيره، وصار هو لا يستفيد من بقائه.
وقوله: «وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا»: فتنة الدُّنيا بالأموال والأولاد وحبّ الجاه
والشرف، هذا كله من فتنة الدنيا، تصدُّ الإنسان وتشغله عن دينه.
وقوله: «وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»: عذاب القبر حقّ، أي: أنَّ العبد يعذب في قبره بذنوبه وأعماله السَّيئة، يُعذَّب في قبره، فعذاب القبر حق، تواترت به الأحاديث، وهو معتقد أهل السُّنَّة والجماعة، ولا ينكره إلاَّ المعتزلة الذين يعتمدون على عقولهم، ولا يؤمنون بالغيب، فعذاب القبر من الإيمان بالغيب، فالعبد يُنعم في قبره ويكون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد