وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ
رضي الله عنه قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالهَاجِرَةِ
إِلَى البَطْحَاءِ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالعَصْرَ
رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ» قَالَ شُعْبَةُ وَزَادَ فِيهِ عَوْنٌ،
عَنْ أَبِيهِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: «كَانَ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا
المَرْأَةُ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ
بِهَا وُجُوهَهُمْ، قَالَ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي
فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ المِسْكِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.
قوله: «خَرَجَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ إلَى الْبَطْحَاءِ»: هذا يوم كان نزل
بالأبطح عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، «بِالْهَاجِرَةِ»: يعني:
الظهيرة وقت القيلولة.
وقوله: «صَلَّى
الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ»: لأنَّه مسافر عليه الصلاة
والسلام، قصر وجمع؛ لأنَّه مسافر، والمسافر يقصر ويجمع.
وقوله: «وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ»: والعنزة: هي الرمح القصير المدبب يغرز بالأرض، يكون سترة للمصلي. هذه العنزة، فبعض النَّاس يأتي بعنْز ويضعها أمامه ويقول: هذه العنزة؛ لأنَّه ما يفهم اللغة ولا يفهم شرح الحديث، وبعضهم يقولون: فيه فضل عنزة قبيلة عنزة؛ لأنَّ الرسول استقبلهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3553).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد