×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالهَاجِرَةِ إِلَى البَطْحَاءِ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ» قَالَ شُعْبَةُ وَزَادَ فِيهِ عَوْنٌ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: «كَانَ يَمُرُّ مِنْ وَرَائِهَا المَرْأَةُ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ، قَالَ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ المِسْكِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.

 

قوله: «خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِالْهَاجِرَةِ إلَى الْبَطْحَاءِ»: هذا يوم كان نزل بالأبطح عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، «بِالْهَاجِرَةِ»: يعني: الظهيرة وقت القيلولة.

وقوله: «صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ»: لأنَّه مسافر عليه الصلاة والسلام، قصر وجمع؛ لأنَّه مسافر، والمسافر يقصر ويجمع.

وقوله: «وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ»: والعنزة: هي الرمح القصير المدبب يغرز بالأرض، يكون سترة للمصلي. هذه العنزة، فبعض النَّاس يأتي بعنْز ويضعها أمامه ويقول: هذه العنزة؛ لأنَّه ما يفهم اللغة ولا يفهم شرح الحديث، وبعضهم يقولون: فيه فضل عنزة قبيلة عنزة؛ لأنَّ الرسول استقبلهم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3553).