×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ: «بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا شَأْنُكُمْ؟ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِي وَلاَ ضَرَبَنِي وَلاَ شَتَمَنِي، قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم »([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُد، وَقَالَ: «لاَ يَحِلُّ» مَكَانَ «لاَ يَصْلُحُ».

وَفِي رِوَايَةٍ لأَِحْمَدَ: «إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّحْمِيدُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ»([2]).

وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ التَّكْبِيرَ مِنَ الصَّلاَةِ وَأَنَّ الْقِرَاءَةَ فَرْضٌ، وَكَذَلِكَ التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَأَنَّ تَشْمِيتَ الْعَاطِسِ مِنَ الكَلاَمِ الْمُبْطِلِ وَأَنَّ مَنْ فَعَلَهُ جَاهِلاً لَمْ تَبْطُلْ صَلاَتُهُ حَيْثُ لَمْ يَأْمُره بِالإِْعَادَةِ.

****

هذا معاوية بن الحكم السُّلمي رضي الله عنه كان باقيًا على إباحة الكلام في الصَّلاة، ولم يعلم أنَّ ذلك قد نُسخ، فالإنسان يعمل بما


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (537).

([2])  أخرجه: النسائي في «الكبرى» رقم (561)، الدارمي رقم (1543)، وأحمد رقم (23762).