وَقَدْ ثَبَتَ فِي
خَبَرِ ذِي الْيَدَيْنِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم شَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِي
الْمَسْجِدِ، وَذَلِكَ يُفِيدُ عَدَمَ التَّحْرِيمِ وَلاَ يَمْنَعُ الْكَرَاهَةَ؛
لِكَوْنِهِ فَعَلَهُ نَادِرًا.
وَعَنْ كَعْبِ
بْنِ عُجْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «رَأَى رَجُلاً قَدْ شَبَّكَ
أَصَابِعَهُ فِي الصَّلاَةِ، فَفَرَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ
أَصَابِعِهِ»([1]).
يداوم عليه، وذلك في
قصة ذي اليدين، لما صلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة العصر ركعتين
ساهيًا وسلم من الركعتين، ثُمَّ قام من مكانه وجلس في مكان آخر، انتقل إلى مكان
آخر عند خشبة في المسجد معروضة وشبك بين أصابعه، فأتاه ذو اليدين رضي الله عنه -
سمي بذي اليدين لطول يديه - فقال له: يا رسول الله، قصرت الصلاة أو نسيت! قال صلى
الله عليه وسلم: «لَمْ تُقْصَرْ، وَلَمْ أَنْسَ»، قال: بلى يا رسول الله،
قد نسيت، فسأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه: «أَصَدَقَ ذُو
الْيَدَيْنِ؟» قالوا: نعم، فقام صلى الله عليه وسلم وجلس مستقبل القبلة، ثُمَّ
قام وأكمل الصَّلاة وسجد للسهو([2])، هذه قصة ذي
اليدين.
والحاصل منها: أنه يجوز التشبيك
بين الأصابع بعد الفراغ من الصَّلاة، ولو كان الإنسان في المسجد.
وهذا يدل على: أنه لا يجوز تشبيك الأصابع في أثناء الصَّلاة؛ لأن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما رأى هذا الرجل شبك بينها، فرقها صلى الله عليه وسلم، وهذا من باب تعليم الجاهل ولا يُترك على جهله.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (967).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد