وقوله: «اللهُمَّ
اشْدُدْ وَطْأَتَك عَلَى مُضَرَ»: أي عقوبتك على مضر القبيلة المعروفة، والعرب
كما تعلمون على قسمين:
عرب عاربة: وهم القحطانيون.
وعرب مستعربة: وهم مضر وربيعة.
وقوله: «وَاجْعَلْهَا
عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»: اجعل الحالة عليهم والوطأة، واجعل الوطأة
عليهم سنين ليست سنة واحدة حتى يذوقوا: ﴿وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ﴾ [الحشر: 15]، «اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ» يعني: دهر جدب محل، السنَة يراد
بها الجدب المحل، تسمى سنة، أصابتهم سنة يعني: أصابهم جدب ومحل، «كَسِنِي
يُوسُفَ،»: السنين التي أخبر عنها يوسف: ﴿قَالَ تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِينَ دَأَبٗا فَمَا حَصَدتُّمۡ فَذَرُوهُ فِي سُنۢبُلِهِۦٓ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّا تَأۡكُلُونَ
٤٧ ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ سَبۡعٞ
شِدَادٞ يَأۡكُلۡنَ مَا قَدَّمۡتُمۡ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّا تُحۡصِنُونَ﴾ [يوسف: 47- 48] عبر لهم الرؤية على
هذا، الملك رأى: ﴿سَبۡعَ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ﴾ والبقرات فسَّرها يوسف بالسنين: ﴿سَبۡعَ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ﴾ [يوسف: 43] يأتي بعدهن سبع
يأكلن هذه البقرات السمان، السنين المخصبة تأكلها السنين المجدبة، سبع وسبع: ﴿قَالَ
تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِينَ دَأَبٗا فَمَا حَصَدتُّمۡ فَذَرُوهُ فِي
سُنۢبُلِهِۦٓ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّا تَأۡكُلُونَ ٤٧ ثُمَّ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ سَبۡعٞ شِدَادٞ يَأۡكُلۡنَ﴾ إلى آخر الآيات، هكذا عبر يوسف عليه الصلاة والسلام الرؤيا، فجاءت كما
عبرها عليه الصلاة والسلام.
والشَّاهد في قوله: «سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»، أو «كسنين يوسف» بالنون، وهذه سنين يوسف التي عبر بها الرؤيا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد