×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ، أَوْ يَدْعُوَ لأَِحَدٍ، قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَرُبَّمَا قَالَ: إِذَا قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ»، قَالَ: يَجْهَرُ بِذَلِكَ، وَيَقُولُ فِي بَعْضِ صَلاَتِهِ، فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا» حَيَّيْنِ مِنَ الْعَرَبِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ [آل عِمرَان: 128]»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.

 

  قوله: «كَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَد، أَوْ يَدْعُوَ لأَِحَدٍ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ»: يدعو على أحد من الكفار أو يدعو لأحد من المسلمين حُصِر وضُيِّق عليه أن يفرج الله عنه، فيكون هذا بعد الركوع كما سبق.

قوله: «اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ. اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَك عَلَى مُضَرَ»: هذا معنى: «يدعو على قوم، ويدعو لقوم»، يدعو على مضر القبيلة التي آذت المسلمين، ويدعو للمستضعفين من المسلمين، سماهم في هذا الحديث يُدعى لهم، ويجهر بذلك من أجل أن يسمعه من خلفه ويؤمنون على دعائه، «اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ» هذا من المستضعفين من المسلمين، «وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ»: عمومًا، فدلَّ على أنَّه يخص ويعم من المسلمين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6200).