هذا فيه: بيان محل القنوت
من الصَّلاة، وأنَّه في الركعة الأخيرة، وأنَّه بعد القيام من الركوع.
وفيه: أنَّ الإمام يجهر
بالقنوت، ومن خلفه يؤمِّنون على دعائه.
قوله: «اللهُمَّ
الْعَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا»: كان النَّبِيّ صلى الله
عليه وسلم يلعن أشخاصًا معيَّنين من الكفار الذين آذوا المسلمين، يلعنهم بأعيانهم،
فأنزل الله جل وعلا عليه: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ
يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ﴾، وقد تاب الله عليهم، هؤلاء الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في
القنوت أسلموا وحسن إسلامهم، منهم: أبو سفيان، ومنهم: أمية بن خلف... أسلموا فحسن
إسلامهم.
فلا يعين الشخص في
الدعاء عليه، وإنَّما يُدعا على من آذى المسلمين، وضايق المسلمين، لأنه لا يدرى
كيف يختم لهذا المعين، لعله يتوب؛ ولكن يعمم: من آذى المسلمين، وضايق المسلمين،
ولا يسمي ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ﴾ لأنَّ هذا معناه
أنَّه حكم عليهم بالكفر الدائم لأنهم يموتون عليه، وهذا لا يعلمه إلاَّ الله -
والله جل وعلا يغير في الأحوال، والعبرة بالخواتيم.
فهذا فيه: الأدب من الله جل
وعلا.
وفيه: أنَّ العبرة بالخواتيم، وأنَّه لا يلعن المعين لا في القنوت ولا في غيره، وإنَّما يلعن الظالمين، والكافرين، والمشركين على سبيل العموم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد