وَعَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: «قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا مُتَتَابِعًا
فِي الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، وَالصُّبْحِ، فِي
دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، إِذَا قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، مِنَ
الرَّكْعَةِ الأَْخِيرَةِ، يَدْعُو عَلَيْهِمْ، عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ،
عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ»([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد وَأَحْمَدُ وَزَادَ: «أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الإِْسْلامِ،
فَقَتَلُوهُمْ» قَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: «هَذَا
كَانَ مِفْتَاحَ الْقُنُوتِ»([2]).
قوله: «قَنَتَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ
وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَالصُّبْح»: هذا الحديث أصرح في تعميم
الفرائض بالقنوت.
وقوله: «فِي
دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ» يعني: في آخر الصَّلاة، والدُّبر يكون آخر الشَّيء
ويكون بعد الشَّيء، بعد السَّلام، دبر الصَّلاة يكون في آخر الصَّلاة قبل
التَّسليم، ويكون بعد التَّسليم على إثرها، والمراد هنا الأول أنَّه دبر الصَّلاة،
يعني: في آخر الصَّلاة في آخر ركعة.
وقوله: «عَلَى حَيٍّ
مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رَعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ»: أحياء من العرب؛
لأنَّهم آذوا المسلمين.
وقوله: «وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ»: هذا دليل على: أنَّ من خلفه يؤمنون على دعائه، ومن أمَّن على دعاءٍ فقد دعا.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1443)، وأحمد رقم (2746)، وابن خزيمة رقم (618).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد