×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَْشْجَعِيِّ قَالَ: «قُلْتُ لأَِبِي: يَا أَبَتِ إِنَّكَ قَدْ «صَلَّيْتَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ هَاهُنَا بِالْكُوفَةِ، قَرِيبًا مِنْ خَمْسِ سِنِينَ، أَكَانُوا يَقْنُتُونَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، مُحْدَثٌ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَابْنُ مَاجَهْ.

وَفِي رِوَايَةٍ: أَكَانُوا يَقْنُتُونَ فِي الْفَجْرِ؟ وَالنَّسَائِيُّ وَلَفْظُهُ قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَقْنُتْ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَقْنُتْ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ فَلَمْ يَقْنُتْ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَقْنُتْ، وَصَلَّيْتُ خَلْفَ عَلِيٍّ فَلَمْ يَقْنُتْ»، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّهَا بِدْعَةٌ»([2]).

 

  قوله: «هَاهُنَا بِالْكُوفَةِ» يعني: خلف علي رضي الله عنه لأنَّه كان بالكوفة.

القنوت في الفريضة يقتصر على النوازل فقط، وأمَّا المداومة عليه من غير حصول نوازل فهذا محدث، وفي رواية: هذا بدعة؛ لأنَّ كل محدث فهو بدعة، فالبدعة: ما أُحدث في الدين مما ليس منه. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهو رَد»([3])، وقال عليه الصلاة والسلام: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»([4]).


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (402)، وأحمد رقم (15879).

([2])  أخرجه: النسائي رقم (1080)، وابن حبان رقم (1989).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).

([4])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)،وابن ماجه رقم (46)، والدارمي رقم (96).