وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا، ثُمَّ تَرَكَهُ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
وَفِي لَفْظٍ:
«قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو
عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ثُمَّ تَرَكَهُ»([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
وَفِي لَفْظٍ:
«قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا حِينَ قُتِلَ القُرَّاءُ،
فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ
مِنْهُ»([3]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ.
قوله: «قَنَتَ شَهْرًا»: هذا فيه دليل على
أنَ القنوت يستمر ما دامت الحاجة داعية إليه، فإنَّه يستمر حتى تزول الحاجة.
قوله: «قَنَتَ
شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ»: يعني: قبائل من
العرب يدعو عليهم، لماذا؟
لأنَّهم قتلوا القرَّاء الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلموا النَّاس وليدعوا النَّاس إلى الإسلام، ذلك أنَّه جاءه رجل من زعماء العرب وطلب منه أن يبعث القراء ليعلموا النَّاس ويدعوا النَّاس إلى الإسلام، فاستجاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم له، واختار سبعين من أهل الصفة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1445)، وأحمد رقم (12990)، والبيهقي رقم (3103).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد