وأهل الصفة: هم الذين نزلوا في المسجد يتعلمون ويقرؤون ويحفظون القرآن، جاءوا من
عدة جهات، وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، كان ينزلهم في الصفة، وهي: غرفة
في ناحية المسجد، فسُمُّوا أهل الصفة، اختار منهم سبعين من قراء الصحابة، وهذا
الرجل الخبيث ماكر ليس قصده ما أظهره، وإنّما قصده أن يدبر عليهم من يقتلهم، فلما
ساروا ونزلوا في طريقهم يستريحون، إذا بالكفار يهجمون عليهم بأسلحتهم، فغدروا بهم
- والعياذ بالله - وقتلوهم، قتلوا سبعين من القراء في وقعة بئر معونة في طريق نزلوا
عليها، فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم على هؤلاء الصحابة الكرام، لا سيما وأنَّهم
حفظة كتاب الله عز وجل، وصار يقنت على من قتلهم يدعو عليهم، الذين خانوا الله
ورسوله، وغدروا بأولياء الله، بصحابة رسول الله، وبحملة القرآن، يقنت يدعو عليهم
شهرًا، ثُمَّ ترك ذلك.
فدلَّ على: أنَّ القنوت لا
يستمر عليه، وإنِّما هو بقدر الحاجة.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد