×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلْيَدْفَعْهُ فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ»([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلاَّ التِّرْمِذِيَّ وَابْنَ مَاجَهْ.

 

  مثل الحديث الذي قبله: إذا كان المصلي يصلي إلى سترة فأراد أحد أن يمرَّ بينه وبينها، فإنَّه يدفعه ولا يسمح له بالمرور، فإنَّ أبى إلاَّ المرور فليقاتله بالضرب، يعني: حتى يندفع ويرتدع، فإنَّه شيطان، هذا التعليل: شيطان.

الشيطان قد يكون من الإنس، وقد يكون من الدواب، وقد يكون من الجن: ﴿شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ [الأنعام: 112] وما أكثر شياطين الإنس، كفانا الله شرَّهم، ويكون من الدواب أيضًا كما جاء في الكلب الأسود البهيم أنَّه شيطان، يكون من الدواب أيضًا، كل متمرد وعاتٍ فإنِّه شيطان، سواء كان من الجنَّ أو من الآدميين أو من الدواب، من الشَّطن وهو البعد؛ لأنَّه بعيد من رحمة الله، أو من الشَّيْطَ: وهو الاشتداد، شاط الشيء إذا اشتد.

***


الشرح

([1])  خرجه: البخاري رقم (509)، ومسلم رقم (505).