وقَولُ عبدِ اللهِ بنِ
رَواحَةَ رضي الله عنه الَّذي أنْشدَهُ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأقرَّهُ
علَيْه:
|
شَهِدْتُ بأنَّ وعْدَ اللهِ حقٌّ |
|
وأنَّ النَّار مثْوَى الكافِرينَ |
|
وأنَّ العرْشَ فوْقَ المَاءِ طافٍ |
|
وفوْقَ العرْشِ ربُّ العَالَمِينَا([1]) |
****
﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ
أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ﴾[الأعراف: 40]، فَتُطْرَحُ رُوحُه إِلَى الأرضِ طَرْحًا
بِشِدَّةٍ، ويُلْقَى مِن الهوانِ والذِّلَّةِ، وتَذهَبُ رُوحهُ إِلَى سِجِّينٍ؛
حيثُ يقولُ سبحانه: «اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي سِجِّينٍ»، وهي أسفَلُ
سافلينَ -والعياذُ بالله- فالشاهدُ مِن الحديثِ: أنَّ الرُّوحَ يُصعَدُ بها إِلَى
اللهِ، فَدَلَّ ذلك عَلَى عُلُوِّ اللهِ، وأنَّ اللهَ فِي السَّماءِ.
مِنْ أقوَالِ الصَّحَابَة في إثْبَات العلوِّ للهِ قوْلُ عبْدِ اللهِ بنِ روَاحَةَ الأنْصَاريِّ رضي الله عنه، وكَانَ شَاعرًا فصِيحًا مِنْ شُعرَاءِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم دافَعَ عن الإسْلاَم بشِعْرِه، ورَدَّ عَلَى المُشْرِكِينَ بشِعْرِه، فهُوَ مثْلُ حسَّان بنِ ثَابتٍ، وكعْبِ بنِ زُهيرٍ رضي الله عنهما. هَؤُلاَءِ الشُّعَرَاءُ دافَعُوا عنْ دَعْوةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، ورَدُّوا عَلَى المُشْرِكِينَ.
([1])قصَّة عبد الله بن رواحَةَ رضي الله عنه لما وقع على أمته، وأنكرت عليه زوجته، فقالت: إن كنت صادقًا فاقرأ القرآن، فعَرَّضَ عليها وذكر أبياتًا، فقالت: آمنت بالله وكذَّبت بصري. رواها الدارميُّ في « الرَّدِّ على الجهمية » (ص: 56)، وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (28/ 112، 113). وفي « سنن الدارقطني » أنه قرأ أبياتًا غير ما ذكر المؤلِّف فقال فيها:
أَتَانَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَه | كَمَا لاحَ مَشْهُور مِنَ الفَجْر سَاطِعُ | |
أتَى بالهُدَى بعْدَ العَمَى فقُلُوبُنا | بِه مُوقِنَاتٌ أنَّ ما قَالَ وَاقِعُ | |
يَبِيتُ يجَافِي جَنْبَه عنْ فِرَاشِهِ | إذَا استَثْقَلَتْ بالمُشْرِكِينَ المضَاجِعُ |
والله أعلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد