وقولُه فِي
حديثِ الأَوْعالِ: «وَالْعَرْشُ فَوْقَ ذَلِكَ، وَاللهُ فَوْقَ عَرْشِهِ، وَهُوَ
يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ». رواهُ أحمدُ، وأبو داودَ وغيرُهما ([1]).
****
حديثُ الأوعالِ ذَكرهُ الشَّيخُ
الإمامُ محمد بنُ عبدِ الوهَّاب رحمه الله فِي آخر كتاب التَّوحِيد، وهو حديثُ
العباسِ بنِ عبد المُطَّلِب رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذكرَ
خَلْقَ السَّماواتِ والأرضِ وما بَينهُما من المسافاتِ العظيمة، وأنَّ السماواتِ
السَّبْعَ بَعضُها فوقَ بَعضٍ، وأنَّ فوقَ السَّماءِ بَحرٌ، وأنَّ فوقَ البحرِ
الكُرسِيَّ، وقد وَسِعَ السَّماواتِ والأرضَ، وأنَّ فوقَ الكرسيِّ العَرْشَ، وقد
وَسِعَ المخلوقاتِ كُلَّها، فهو أَعظمُ المخلوقاتِ، وأنَّ اللهَ فوق العرْشِ، هذا
مَحلُّ الشَّاهدِ من الحديثِ: أنَّ فيه إثباتَ أنَّ اللهَ فوقَ العَرشِ وفوقَ المخلوقاتِ،
وبذلك يَثْبُتُ العُلُوُّ للهِ سبحانه وتعالى.
وهذا الحديثُ معَ أنَّهُ قَد رَواهُ أهْلُ السُّنَنِ كأبي داودَ، وابنِ ماجه، والتِّرمذيِّ، وغيرِهم، فهو مَروِيٌّ مِن طريقينِ مَشهُورينِ،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4723)، والترمذي رقم (3320)، وابن ماجه رقم (193)، وأحمد رقم (1770)، والحاكم رقم (3137).قال شيخ الإسلام رحمه الله فِي المناظرة حول الواسطية ردًا على من طعن فيه: « قد أخرجه: إمام الأئمة ابن خزيمة فِي كتاب التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بما نقله العدل عن العدل موصولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإثبات مقدم على النفي، والبخاري إنما معرفة سماعه، أي عبد الله بن عميرة. من الأحنف، ولم ينف معرفة الناس بهذا، فإذا عرف غيره كإمام الأئمة ابن خزيمة ما ثبت به الإسناد كانت معرفته وإثباته مقدمًا على نفس غيره وعدم معرفته » ا هـ. انظر: « مجموع الفتاوى » (3/ 192).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد