ولاَ
يدُلُّونَ عَلْيِه لا نَصًّا ولاَ ظَاهِرًا؛ حتَّى يجِيءَ أنْبَاطُ ([1]) الفُرْسِ
والرُّومِ، وفُرُوخُ ([2])
اليَهُود والفَلاَسِفَة، يبَيِّنُونَ للأمَّة العَقِيدَة الصَّحِيحَة الَّتي يَجِب
عَلَى كُلِّ مُكلَّفٍ، أو كلِّ فَاضِلٍ أنْ يَعتَقِدَها.
****
النَّاسِ، بلْ جَاءَا لتَضْلِيل النَّاسِ؛
لأنَّ الكِتَابَ والسُّنَّة يدُلاَّنِ عَلَى خلاَفِ مَا يقُولُه هَؤُلاَءِ، فإذَا
كَانَ الحقُّ معَهُم، فإنَّ الكِتَابَ والسُّنَّة إنَّما جَاءَا للتَّضْلِيلِ والتَّلبِيسِ
عَلَى النَّاسِ، وكَفَى بهَذَا الاتِّهامِ ضَلاَلاً وكُفرًا -والعِيَاذُ باللهِ- لا
بدَّ إمَّا أنَّ الحقَّ ما دلَّ علَيْه الكِتَابُ والسُّنَّة، وأجْمَعَتْ عَلَيْه
الأمَّةُ -وهَذَا هُوَ القَطْع واليَقِينُ-، وإمَّا أنْ يكُونَ الحقُّ مَا يقُولُه
هَؤُلاَءِ النُّفَاةُ، وهذَا يَلْزَم مِنْه بطْلاَنُ مَا جَاءَ بِهِ الكِتَاب
والسُّنَّة، لا ثَالِثَ لهَذَيْنِ الاحْتِمَالَيْنِ أبدًا، وعلَى الاحْتِمَالِ الثَّاني
يكُونُ اللهُ ورَسولُه والمُؤْمِنُونَ قَالُوا خِلاَفَ الحَقِّ، وكتَمُوا الحقَّ،
وبيَّنَهُ الجَهْمِيَّة والمُعتَزِلَةُ.
والنِّبْطِيُّ هو: الَّذي ليْسَ لَهُ نسَبٌ ولا لُغَةٌ، وإنَّما هو تَابِع لغَيْرِه، مثْل: أنْبَاط العِرَاقِ الَّذِينَ ليْسُوا مَعرُوفِينَ، أو هُمْ مِنَ العَجَمِ؟ وإنَّمَا هُمْ أنَاسٌ يَعِيشُونَ عَلَى الزِّرَاعةِ وعلى رَعْي الغَنَمِ، ليْسَ لهُمْ حَضَارَة، وليْسَ لهُمْ عُلومٌ، وإنَّما هُمْ أتْباعٌ للفُرْسِ، كيْفَ يُؤخَذُ قولُ هَؤُلاَءِ، ويُترَكُ ما جَاءَ به الكِتَاب والسُّنَّة؟!
([1])قال في « المعجم الوسيط » (ص 898): « الأنباط شعب سامي كانت لَهُ دولة في شمالي شبه الجزيرة العربية، وعاصمتهم سلع، وتُعرَف اليوم بالبَتْرَاءِ، والمشتغلون بالزِّرَاعةِ، واسْتُعْمِلَ أخيرًا في أخْلاَطِ الناس من غير العرب » ا هـ.)
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد