الحَيَاة والقيُّومِيَّة،﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾[الشورى: 11]، هَذَا
إثْبَاتٌ،﴿وَٱللَّهُ بِكُلِّ
شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾[الحجرات: 16]، هَذَا إثْبَاتٌ، فتَوْحِيد الأسْمَاءِ
والصِّفَات يعْتَمِد عَلَى شيْئَيْن: عَلَى الإثْبَات، والنَّفْي، إثْبَات الأسْمَاء
والصِّفَاتِ للهِ، ونَفْي المُشَابَهَة والتَّمْثِيل، كقَوْلِه تعَالَى:﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ
وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾جَمَعَ بَيْنَ النَّفْي والإثْبَات، نَفْي المُمَاثَلَة
والمُشَابَهَة وإثْبَات الأسْمَاء والصِّفَات، هَذِهِ هِيَ القَاعِدَة القُرآنيَّة.
أمَّا أنَّه يعْتَمِد عَلَى النَّفْي فَقَطْ، فهَذَا ضَلاَلٌ، لاَ يدلُّ عَلَيْه
الكِتَابُ والسُّنَّة.
والمُتحَذْلِقُ: الَّذي يُظْهِر الحَذْقَ، وَهُو ليْسَ بحَاذِقٍ.
فطَرِيقَةُ أهْلِ الضَّلاَلِ أنَّهُم يأخُذُونَ بعْضَ النُّصُوصِ،
ويتْرُكُونَ بعْضَهَا، يأخُذُونَ مَا يظُنُّونَ أنَّه يُؤيِّد قوْلَهُم،
ويتْرُكُونَ مَا يخَالِفُ قَولَهُم، كمَا قَالَ تَعَالَى:﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ﴾[آل عمران: 7]
يأخُذُونَ المُتشَابِهَ مِنَ الآيَاتِ، ويتْرُكُونَ المُحْكَم مِنْها، والعَالِم
الرَّاسِخُ يأخُذُ كَلاَمَ اللهِ كلَّهُ، ويُفسِّر بعْضَه ببَعْضٍ، ويرُدُّ بعْضَه
إلى بَعْض، يرُدُّ المُتشَابِه إلى المُحْكَم ولاَ يَضْرِبُ كِتَاب اللهِ بَعْضَه
ببَعْض، وإنَّمَا يَعْمَل بكِتَابِ اللهِ كلِّهِ.
فإذَا اسْتَدلَّ أهلُ الزَّيغِ عَلَى مذْهَبِهِم بالآيَاتِ الَّتي تدُلُّ عَلَى تنْزِيهِ اللهِ عَنْ مشَابَهَةِ المَخْلُوقِينَ عَلَى نَفْي الأسْمَاءِ والصِّفَاتِ؛ لأنَّهمَا بزَعْمِهم تدلُّ عَلَى ذَلِكَ، قُلنَا لَهُم: إنَّ أسْمَاءَ اللهِ وصِفَاتَه لا تدلُّ علَى مَا تَوهَّمْتم؛ فإنَّ إثْبَات الأسْمَاءِ والصِّفَات لاَ يلْزَم مِنْه تَشْبِيه اللهِ بخَلْقِه في أسْمَائِهِم وصِفَاتِهِم، بدَلِيلِ أنَّ اللهَ أثْبَتَ لنَفْسِه الأسْمَاءَ والصِّفَات، ونَفَى عَنْ نفْسِه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد