×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

 كِبارًا: كابنِ القيَّمِ، وابنِ كثيرٍ، والذَّهبيِّ، والمِزِّيِّ، وابنِ عبدِ الهادي، وغيرِهم من كبارِ المُحدِّثينَ والفُقهاءِ، فقاموا بنَشْرِ دَعْوَتِه، ونَشرِ كُتُبِه، والكُتبُ الَّتي كان أعداؤُه يُحذِّرُون منها حُفِظَ الكثيرُ منها وللهِ الحمدُ، والرَّسائلُ والفَتاوَى جُمِعَتْ، وظهَرتْ كُتُبُه، واختَفتْ كُتُبُهم هم، فلم يَبْقَ لهم أَثَرٌ، خُصوصًا في وَقْتِنا هذا، فإنَّ مُؤلَّفاتِ هذا الإمامِ صارَ لها صَدى في العالمِ الإسلاميّ، وغيَّرَتْ كثيرًا منَ المفاهيمِ الخاطِئَةِ، وأقبلَ النَّاسُ عليها يَتلَقَّفُونها، ويَبْحَثُون عنها؛ لمَا فيها من الحُجَّةِ النَّاصعةِ، والبَيانِ الواضحِ، بسَببِ نِيَّةِ المُؤلِّفِ النِّيَّةِ الخالصةِ للهِ سبحانه وتعالى، وعِلْمِه الغَزيرِ الصَّافي، فها هي ذي كُتُبه - وللهِ الحمدُ- يَتنافَسُ عليها طُلابُ العِلمِ في المَشارقِ والمَغاربِ، رغْمَ ما يُحاكُ ضِدَّها، وما يُقالُ فيها! فالشَّمسُ في رابِعَةِ النَّهارِ لا أحدَ يَستطيعُ أن يُغطِّيَها بيَدِه، ونُورُ اللهِ لا يستطيعُ أحَدٌ أن يُطْفِئَه بفِيه، فالحقُّ واضِحٌ وللهِ الحمدُ، والشُّبُهاتُ والأهواءُ لا تقومُ أمامَ شُعاعِ الشَّمسِ ووُضوحِ الحقِّ، فتَغلَّبَتْ دَعْوَتُه حيًّا وميِّتًا رحمه الله، وكان يكتبُ الفَتاوى ويَكتبُ المُؤلفاتِ الضَّخمةَ، ومؤلَّفاتُه تَنقَسِمُ إلى أقسامٍ: مُؤلفاتٌ كبيرةٌ في كُتبٍ ضخمةٍ، أو أجزاءٍ صغيرةٍ، أو رسائلُ يُرْسِلُها إلى الأقطارِ، أو فتاوى يُسأَلُ عنها، فيُجيبُ عنها، وقد جُمِعَ من فتاواهُ المَطبوعةِ الآن خمسةٌ وثلاثون مُجلَّدًا ضخمةً، وهناك فتاوى أيضًا تظهَرُ بين حينٍ وآخرَ، وهناك كتبٌ تظهرُ، حتَّى قال تِلميذُه الإمامُ الذَّهبيُّ: (لا أستَبْعِدُ أن تكونَ مُؤلَّفاتُه تصلُ إلى خمسمائةِ مُجلَّدٍ) وليستِ العِبرةُ بكَثرةِ المُؤلَّفاتِ، لكنَّ العِبرةَ بالتَّحقيقِ والنِّيَّةِ الصَّالحةِ، والنُّصحِ للهِ ولرَسولِه، أمَّا إذا حصلَ مُؤلفاتٌ كثيرةٌ، وفيها خيرٌ وعِلْمٌ، فهذا من زيادةِ الخَيرِ، وهذا من


الشرح