والشيعة، والقدرية وغيرهم،
فلم يكن في الصحابة رضي الله عنهم مَن اعتنق هذه الأفكار الخبيثة، وإنما هذه فيمن
ضلَّ عن سواء السبيل.
قوله: «وَأَمَّا التَّابِعُونَ»، التابعون: هم
تلاميذ الصحابة رضي الله عنهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ»، يعني: التَّابِعين، «ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ([1])؛ يعني: أنواع
التابعين، هذه خير القرون، والتابعيُّ: هو مَن لقي الصحابي وماتَ على الايمان،
والصحابيُّ: مَن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به وماتَ على ذلك.
قوله: «فَلَمْ يُعْرَفْ تَعَمُّدُ الْكَذِبِ فِي
التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالشَّامِ وَالْبَصْرَةِ».
التابعون بالمعنى الصحيح ليس فيهم مَن يتعمد الكذب؛ لأنَّ الله طهرهم من ذلك،
ولأنهم تلاميذ الصحابة رضي الله عنهم، وأثنى عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
«خَيَركُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُوْنَهُمْ».
قوله: «بِخِلاَفِ الشِّيعَةِ فَإِنَّ الْكَذِبَ
مَعْرُوفٌ فِيهِم». الشيعةُ الذين تشيعوا لأهل البيت ليس معهم أدلة على
مذهبهم، فصاروا يتعمدون الكذب؛ لأنه ليس معهم ما يعتمدون عليه، فما بقي فيهم إلا
الكذب، ولذلك عند الشيعة لا يُحصى.
قوله: «وَقَدْ عُرِفَ الْكَذِبُ بَعْدَ هَؤُلاَءِ فِي طَوَائِفَ»، انتشر الكذبُ بعد الشيعة في طوائف، حتى بعض المنتسبين إلى السُّنة تساهلوا في هذا الأمر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3650)، ومسلم رقم (2535).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد