×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 أو ثلاثين، هذا وقت كسوف الشمس، ووقت الخسوف للقمر ليلة أربع عشرة أو خمس عشرة، ولا يتغير هذا، فالذي روى أنه في العاشر من الشهر غلط. وهذا مثال.

قوله: «وَكَذَلِكَ رَوَى مُسْلِمٌ: «خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ»»، هذا مثال ثانٍ، والله جل وعلا يقول: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ [هود: 7]، وفصلها في آيةٍ أخرى من سورة «فصلت»، فقال: ﴿قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ ١٠ فصارت أربعة أيام، ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ ١١فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ١٢ [فصلت: 9- 12]، فإذا جمعت أربعة أيام للأرض، ويومين للسماء، يصير المجموع ستة أيام مثل ما في الآية الأولى؛ مبدأها يوم الأحد ونهايتها يوم الجمعة، ويوم السبت لم يحدث فيه خلق.

وجاء في «صحيح مسلم»«خَلَقَ اللهُ التَّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ». فلما دُقق في البحث وُجد أن هذا من قول وهب بن منبه؛ ووهب بن منبه من أهل الكتاب من أحبار اليهود، ثم أسلم رحمه الله، فهو مروي عنه، فيكون هذا من الإسرائيليات، ولكن يوم السبت لم يحصل فيه أي خلق.

قوله: «وَنَازَعَهُ فِيهِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ كَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَالْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِمَا، فَبَيَّنُوا أَنَّ هَذَا غَلَطٌ لَيْسَ هَذَا مِنْ كَلاَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »، إنما هو من الإسرائيليات.


الشرح