قوله: «وَالْحُجَّةُ مَعَ هَؤُلاَءِ» أي: مع الذين قالوا: إنَّ هذا ليس كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قوله: «فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالإِْجْمَاعِ أَنَّ اللَّهَ تعالى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ، وَأَنَّ آخِرَ مَا خَلَقَهُ هُوَ آدَمَ، وَكَانَ خَلْقُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»، لهذا يقول اليهودُ: إنَّ الله فرغ من خلق السماوات والأرض تعب، فاستراح يوم السبت - تعالى الله عمَّا يقولون - فردَّ الله عليهم بقوله: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ﴾ [ق: 38]، لغوب: أي تعب، وقال: ﴿خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَلَمۡ يَعۡيَ بِخَلۡقِهِنَّ﴾ [الأحقاف: 33]، لم يصبه إعياء كما تقول اليهود، قبَّحهم اللهُ.
قوله: «وَهَذَا الْحَدِيثُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ يَقْتَضِي أَنَّهُ خَلَقَ ذَلِكَ فِي الأَْيَّامِ السَّبْعَةِ». وهذا مخالف لصريح القرآن: ﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ﴾ [ق: 38]، ومخالف للإجماع أيضًا، فدلَّ على أنَّه يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما وقع في رواية مسلم رحمه الله.
قوله: «وَكَذَلِكَ رَوَى» أي: مسلم، هذا مثال ثالث: «أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ لَمَّا أَسْلَمَ طَلَبَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَزَوَّجَ بِأُمِّ حَبِيبَةَ، وَأَنْ يَتَّخِذَ مُعَاوِيَةَ كَاتِبًا. وَغَلَّطَهُ فِي ذَلِكَ طَائِفَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ»؛ لأنَّ أمَّ حبيبة تزوجها النبيُّ صلى الله عليه وسلم قبل إسلام أبيها، تزوَّجها وهي بالحبشة مع المهاجرين إلى الحبشة لما ارتد زوجها، وتولى العقد نيابة عنه النجاشي، وأمهرها النجاشي له.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد