×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 بِخِلاَفِ قَوْلِهِ: «وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي» فَإِنَّ هَذَا اللَّفْظَ لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ إلاَّ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ الْغَرِيبِ.

وَقَوْلُهُ: «وَشَفِّعْنِي فِيهِ» رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ رَجُلاَنِ جَلِيلاَنِ: عُثْمَانُ ابْنُ عُمَرَ وَرَوْحُ بْنُ عبادة، وَشُعْبَةُ أَجَلُّ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ، وَمِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ عَنْ شُعْبَةَ رَوَاهُ الثَّلاَثَةُ: التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ:

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلاَنَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ ([1]).

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَيَّارٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ ([2]).

وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ عَنْ رَوْحِ بْنِ عبادة، عَنْ شُعْبَةَ ([3]).

فَكَانَ هَؤُلاَءِ أَحْفَظَ لِلَفْظِ الْحَدِيثِ. مَعَ أَنَّ قَوْلَهُ: «وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي» إنْ كَانَ مَحْفُوظًا مِثْلَ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَهُوَ أَنَّهُ طَلَبَ أَنْ يَكُونَ شَفِيعًا لِنَفْسِهِ مَعَ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَوْ لَمْ يَدْعُ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَانَ سَائِلاً مُجَرَّدًا كَسَائِرِ السَّائِلِينَ.

وَلاَ يُسَمَّى مِثْلُ هَذَا شَفَاعَةً؛ وَإِنَّمَا تَكُونُ الشَّفَاعَةُ إذَا كَانَ هُنَاكَ اثْنَانِ يَطْلُبَانِ أَمْرًا فَيَكُونُ أَحَدُهُمَا شَفِيعًا لِلآْخَرِ، بِخِلاَفِ الطَّالِبِ الْوَاحِدِ الَّذِي لَمْ يَشْفَعْ غَيْرُهُ.

فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ فِيهَا عِدَّةُ عِلَلٍ:

·       انْفِرَادُ هَذَا بِهَا عَنْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ وَأَحْفَظُ مِنْهُ.

·        وَإِعْرَاضُ أَهْلِ السُّنَنِ عَنْهَا.

·        وَاضْطِرَابُ لَفْظِهَا.

·        وَأَنَّ رَاوِيَهَا عُرِفَ لَهُ - عَنْ رَوْحٍ هَذَا - أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3578).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1385).

([3])  أخرجه: أحمد رقم (17240).