ونزَّه نفسه عنه سبحانه
وتعالى. وهذا هو الغالب على عبَّاد القبور الآن أنهم يذبحون، وينذرون لها،
ويستغيثون بها، وإذا أنكر عليهم قالوا: نحن لا نعبدها، وإنما نتوسل بها إلى الله
سبحانه وتعالى، وهذا مثل قول المشركين: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18]، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ﴾ اعترفوا أنهم يعبدونهم،
﴿إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ
إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾، فحكم الله عليهم بالكذب والكفر: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ
بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ
هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ﴾ [الزمر: 3] فهم اعترفوا أنهم يعبدونهم، ثم قالوا: ﴿إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ
إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾، وهذا هو نفس الواقع الآن عند الأضرحة.
النوع الثاني: ألا يصرف شيئًا من العبادة للمتوسل به، وإنما اتخذه واسطة فقط، ويظن أن ذلك سبب في قبول دعائه، إذا وسط بينه وبين الله أحدًا من الأولياء والصالحين يظن أن هذا سبب للإجابة، وهذا سبب لم يشرعه الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، فيكون بدعة ووسيلة إلى الشرك، ولكنه ليس شركًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد