اللَّهَ بِهَا لَزِمَهُ
أَنْ يَسْأَلَهُ بِكُلِّ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وَبِكُلِّ نَفْسٍ أَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، وَيَسْأَلَهُ بِالرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ وَالْكَوَاكِبِ
وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ
وَطُورِ سِينِينَ، وَيَسْأَلَهُ بِالْبَلَدِ الأَْمِينِ مَكَّةَ، وَيَسْأَلَهُ
حِينَئِذٍ بِالْبَيْتِ وَالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَعَرَفَةَ وَمُزْدَلِفَةَ
وَمِنًى وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ.
وَيَلْزَمُ أَنْ
يَسْأَلَهُ بِالْمَخْلُوقَاتِ الَّتِي عُبِدَتْ مِنْ دُونِ اللَّهِ؛ كَالشَّمْسِ
وَالْقَمَرِ وَالْكَوَاكِبِ، وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْمَسِيحِ وَالْعُزَيْرِ
وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمِمَّا لَمْ يُعْبَدْ مِنْ
دُونِهِ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ السُّؤَالَ بالِلَّهِ بِهَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ، أَوِ
الإِْقْسَامَ عَلَيْهِ بِهَا مِنْ أَعْظَمِ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ فِي دِينِ
الإِْسْلاَمِ، وَمِمَّا يَظْهَرُ قُبْحُهُ لِلْخَاصِّ وَالْعَامِّ.
وَيَلْزَمُ مِنْ
ذَلِكَ أَنْ يُقْسمَ عَلَى اللَّهِ تعالى بِالإِْقْسَامِ وَالْعَزَائِمِ الَّتِي
تُكْتَبُ فِي الحُرُوزِ وَالْهَيَاكِلِ الَّتِي تَكْتُبُهَا الطُّرقيةُ
وَالْمُعَزِّمُونَ؛ بَلْ وَيُقَالُ: إذَا جَازَ السُّؤَالُ وَالإِْقْسَامُ عَلَى
اللَّهِ بِهَا فَعَلَى الْمَخْلُوقَاتِ أَوْلَى، فَحِينَئِذٍ تَكُونُ الْعَزَائِمُ
وَالإِْقْسَامُ الَّتِي يُقْسَمُ بِهَا عَلَى الْجِنِّ مَشْرُوعَةً فِي دِينِ
الإِْسْلاَمِ، وَهَذَا الْكَلاَمُ يَسْتَلْزِمُ الْكُفْرَ وَالْخُرُوجَ مِنْ دِينِ
الإِْسْلاَمِ، بَلْ وَمِنْ دِينِ الأَْنْبِيَاءِ أَجْمَعِينَ.
****
الشرح
كان ابن مسعود رضي
الله عنه يقول في السحر: «اللهمَّ
دَعَوْتَنِي فَأَجَبْتك، وَأَمَرْتَنِي فَأَطَعْتك»، وهذا توسل بالأعمال
الصالحة، وهي: إجابة دعوة الله، وطاعة أمره سبحانه وتعالى.
قوله: «وَأَصْلُ هَذَا الْبَابِ أَنْ يُقَالَ:
الإِْقْسَامُ عَلَى اللَّهِ بِشَيْءِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ، أَوِ السُّؤَالُ لَهُ
بِهِ»؛ لأنها مخلوقات، من باب أنه يتوسل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد