إلى الله بكل المخلوقات، فيلزم
من هذا أن يتوسل إلى الله بالشياطين؛ لأنها مخلوقات الله عز وجل.
قوله: «فَإِنْ قَالَ: بَلْ يَسْأَلُ
بِالْمَخْلُوقَاتِ الْمُعَظَّمَةِ»، فإن قال: بل إنه يقسم بالمخلوقات التي
عظَّمها سبحانه وأقسم بها، فيقال: هل يسأل الله بكل ما أقسم به في القرآن؟ الله
أقسم بأشياء كثيرة، هل كلها يتوسل بها أو بعضها؟ أقسم بالليل والنهار، والضحى،
وأقسم بالنازعات والصافات، وأقسم بالرياح، وأقسم بالسفن التي تجري في البحر، أقسم
بأشياء كثيرة، فهل كلها يتوسل بها؟
قوله: «فَيَسْأَلَ اللَّهَ تعالى وَيُقْسِمَ
عَلَيْهِ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ» لقوله تعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ
١٥ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ ١٦﴾ [التكوير: 15، 16]، وهي النجوم التي تجري.
والقاعدة في هذا: أن
الله جل جلاله يقسم بما شاء من خلقه، ولا يقسم إلا بشيء له شأن يختص به دون غيره،
وإقسامه به ليس تعظيمًا لذلك المخلوق، وإنما هو تعظيم لله؛ لأن هذا المخلوق العظيم
الذي فيه هذه الأسرار الهائلة دليل على قدرة الله الذي خلقه وأوجده، فهو تعظيم
المخلوق، وأما المخلوق فلا يقسم إلا بالله عز وجل، ولا يقسم بغيره كما في الحديث.
قوله: «بَلْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ الإِْجْمَاعَ عَلَى أَنَّهُ لاَ يُقْسَمُ بِشَيْءِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَذَكَرُوا إجْمَاعَ الصَّحَابَةِ عَلَى ذَلِكَ، بَلْ ذَلِكَ شِرْكٌ مَنْهِيٌّ عَنْهُ»؛ بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حلَفَ بِغيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([1])،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (6072).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد