قوله: «وَالْحَدِيثُ
الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَفِيهِ: «بِحَقِّ السَّائِلِينَ
عَلَيْك، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا»»، ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن
الماشي إلى المسجد يدعو بهذا الدعاء: «اللَّهُمَّ
تَعْلَمُ أنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلاَ بَطَرًا، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سَخطكَ
وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَبِحَقِّ
مَمْشَايَ هَذَا»، قالوا: هذا توسل إلى الله بحق السائلين على الله.
والجواب عن هذا كما
ذكر الشيخ من وجهين:
الوجه الأول: أنه لم يثبت عن
النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيه من لا يحتج بروايته، وهو عطية العوفي ضعيف،
وأيضًا: هو مرمي بالتشيع، فلا يحتج به.
الوجه الثاني: لو ثبت، فإنه ليس
فيه حجة لهم؛ قال: «أَسْأَلُكَ بِحَقِّ
السَّائِلِينَ»، وحق السائلين إجابتهم؛ كما في الحديث القدسي: «مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي
فَأُعْطِيَهُ؟» ([1])، فحق السائلين أن
يجيبهم، وإجابة السائلين صفة من صفات الله، فهو السميع المجيب سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ رَبِّي قَرِيبٞ
مُّجِيبٞ﴾ [هود: 61]، فهو توسل إلى الله بصفةٍ من صفاته، وهي
إجابة السائلين، ولم يتوسل بمخلوق، فليس فيه دليل لهم ولله الحمد.
قوله: «حَقّ السَّائِلِينَ»، الله جل وعلا لا
يجب عليه شيء، وإنما هو حق تفضَّل به سبحانه، وأوجبه على نفسه، ووعد به، وهو لا
يخلف وعده سبحانه وتعالى.
قوله: «وَهَذَا بِمَنْزِلَةِ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ سَأَلُوهُ فِي الْغَارِ بِأَعْمَالِهِمْ»، هذا الحديث لو ثبت فإنه من جنس التوسل بالأعمال الصالحة؛
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد