×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وقال الله تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا ٥٦أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا ٥٧ [الإسراء: 56، 57].

قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ: كَانَ أَقْوَامٌ يَدْعُونَ الْمَسِيحَ وَالْعُزَيْرَ وَالْمَلاَئِكَةَ، فَقال تعالى: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ تَدْعُونَهُمْ عِبَادِي يَرْجُونَ رَحْمَتِي كَمَا تَرْجُونَ رَحْمَتِي، وَيَخَافُونَ عَذَابِي كَمَا تَخَافُونَ عَذَابِي، وَيَتَقَرَّبُونَ إلَيَّ كَمَا تَتَقَرَّبُونَ إلَيَّ.

وَقَدْ قَال َالله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ [النور: 52] فَبَيَّنَ أَنَّ الطَّاعَةَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ.

****

الشرح

قوله تعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ [الإسراء: 56]. أي: من دون الله، يتحداهم الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا؛ لأنهم بشر، أو ملائكة عباد من عباد الله، لا يستطيعون رفع الضر وإزالته نهائيًّا، ولا أن يحولوا من بلدٍ إلى بلد، أو من شخص إلى شخص، أو من عضو في الإنسان إلى عضو آخر، لا يستطيعون هذا؛ لأنهم عاجزون، فإذا كان الرأس يؤلمك ما يستطيع البشر كلهم أن يحولوا هذا الألم إلى رجلك، أو إلى يدك، أبدًا هذا كله راجع إلى الله سبحانه وتعالى، فهذا تعجيز لآلهتهم التي يَدْعونها من دون الله، فإن كان الأمر كذلك فهم لا يصلحون للعبادة، إنما يستحق العبادة مَن يملك كشف الضر أو تحويله.

ثم بين سبحانه أن هؤلاء الذين تدعونهم مع الله، وهو المسيح وأمه والعزير - والعزير هذا من بني إسرائيل اختلفوا فيه: هل هو نبي،


الشرح