أو عالم من علمائهم؟ -
فقال جل وعلا: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ﴾ أي: الذين يدعونهم هؤلاء المشركون ﴿يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ
رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾، هم أنفسهم محتاجون إلى الله، ويتقربون إليه، ﴿يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ
رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ أي: القرب منه سبحانه وتعالى لطاعته؛ فعيسى يتقرب إلى
الله، وأمه مريم تتقرب إلى الله، وعزير يتقرب إلى الله؛ إذًا: هم عبادٌ فقراء إلى
الله سبحانه وتعالى، فكيف يعبدون مع الله؟ ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ
أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ
رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا﴾ [الإسراء: 57] ولو كانوا آلهة ما صاروا بهذه المثابة
يعبدون الله، ويرجون رحمته ويخافون عذابه؛ أي: على زعمكم يملكون الرحمة، ويملكون
رفع الضرر، فتبين أنه لا يصلح أن يعبد أحد مع الله؛ لأنه ما من معبود غير الله إلا
وهو عاجز.
وقيل في معنى الآية:
إنها نزلت في قومٍ من المشركين كانوا يدعمون ناسًا من الجن، فأسلم الجن، ولم يعلم
الذين يعبدونهم أنهم أسلموا، فأخبر الله عنهم أنهم أسلموا، وعرفوا عجزهم وضعفهم،
ولجئوا إلى الله، فكيف تعبدونهم؟
الشاهد: أن هذا فيه
بطلان عبادة غير الله سبحانه وتعالى.
قوله: «وَقَدْ قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾ [النور: 52]؛ فَبَيَّنَ أَنَّ الطَّاعَةَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ»، هناك أشياء مشتركة بين الله ورسوله، وأشياء خاصة بالله؛ فالطاعة مشتركة: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾، وقال: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ﴾ [المائدة: 92]، وقال: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء:0 8]، وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [النساء: 64]، فالطاعة تكون لله، وتكون للرسول؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد