لأنَّ الرسول لا يأمر إلا
بطاعة الله سبحانه وتعالى، أمَّا الخشية والتقوى فخاصة بالله عز وجل، ولهذا قال: ﴿وَيَخۡشَ ٱللَّهَ﴾، ولم يقل: يخشى
الله والرسول؛ ﴿وَيَتَّقۡهِ﴾ [النور: 52]، ولم
يقل: ويتقي الله والرسول، فذكر الشيء المشترك والشيء الخاص بالله عز وجل، فالخشية
والتقوى خاصان بالله لا يشارك الله فيهما أحد؛ لأن الخشية عبادة، والتقوى عبادة،
وهي خاصة بالله سبحانه وتعالى، ليس للرسول منها شيء؛ أمَّا الطاعة، فيطاع الرسول
صلى الله عليه وسلم لأنه مُبلِّغ عن الله.
فَإِنَّهُ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ
أَطَاعَ اللَّهَ، وَبَيَّنَ أَنَّ الْخَشْيَةَ وَالتَّقْوَى لِلَّهِ وَحْدَهُ؛
فَلَمْ يَأْمُرْ أَنْ يُخْشَى مَخْلُوقٌ وَلاَ أن يُتَّقَى مَخْلُوقٌ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد