وَهَذَا مِمَّا أَنْكَرَهُ
عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ؛ فَإِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ هَارُونَ مِنْ أَضْعَفِ
النَّاسِ، وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالرِّجَالِ مَتْرُوكٌ؛ بَلْ كَذَّابٌ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا ذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الأَْئِمَّةِ
فِي حَقِّهِ. قُلْتُ: وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ جُمْلَتِهَا، وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ
الآْخَرُ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَمِمَّا يُبَيِّنُ
ذَلِكَ أَنَّ قَوْله تعالى: ﴿وَكَانُواْ
مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا
عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ﴾ [البقرة: 89] إنَّمَا نَزَلَتْ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ
التَّفْسِيرِ وَالسِّيَرِ فِي الْيَهُودِ الْمُجَاوِرِينَ لِلْمَدِينَةِ أَوَّلاً
- كَبَنِي قَيْنُقَاعَ وَقُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ - وَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا
يُحَالِفُونَ الأَْوْسَ وَالْخَزْرَجَ، وَهُمُ الَّذِينَ عَاهَدَهُمُ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ لَمَّا نَقَضُوا الْعَهْدَ
حَارَبَهُمْ فَحَارَبَ أَوَّلاً بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ النَّضِيرَ - وَفِيهِمْ
نَزَلَتْ سُورَةُ الْحَشْرِ - ثُمَّ قُرَيْظَةَ عَامَ الْخَنْدَقِ، فَكَيْفَ
يُقَالُ نَزَلَتْ فِي يَهُود خَيْبَرَ وغطفانَ؟ فَإِنَّ هَذَا مِنْ كَذَّابٍ
جَاهِلٍ لَمْ يُحْسِنْ كَيْفَ يَكْذِبُ.
وَمِمَّا
يُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّهُ ذَكَرَ فِيهِ انْتِصَارَ الْيَهُودِ عَلَى غطفانَ لَمَّا
دَعَوْا بِهَذَا الدُّعَاءِ.
****
الشرح
قوله: «وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ أن...»، مما
يبين أن المقصود مما سبق من أن اليهود كانوا يهددون الأوس والخزرج أنه إذا بعث الرسول
في آخر الزمان يتبعونه، ويقاتلون معه الأوس والخزرج، وينتصرون عليهم، هذا هو
المعنى الحق في هذه الآية.
قوله: «إنَّمَا نَزَلَتْ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ
التَّفْسِيرِ وَالسِّيَرِ فِي الْيَهُودِ...»؛ لأن اليهود الذين كانوا في
المدينة يتكونوا من هذه الفرق الثلاث، وهم: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة،
ولما هاجر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أبوا أن يتبعوه، فأجرى معهم صلى
الله عليه وسلم العهد، فلما نقضوا العهد نصره الله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد