×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 أي: غلبوا على أمر أهل الكهف بالقوة لا بالشرع، ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا [الكهف: 21] فبنوا المسجد على القبور، وقد نُهينا عن بناء المساجد على القبور بالنصوص الصحيحة.

قوله: «وَلَفْظُ الآْيَةِ إنَّمَا فِيهِ أَنَّهُمْ كَانُوا ﴿يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ [البقرة: 89] »، الآية ليس فيها أنهم كانوا من قبل يتوسلون، بل يستفتحون؛ والاستفتاح في القرآن معناه طلب النصر، كما في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ [الأعراف: 89]، وقوله: ﴿إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ أي: نصر المسلمين عليكم، ﴿وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ [الأنفال: 19]، وكما سبق أن نوحًا عليه السلام قال: ﴿قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوۡمِي كَذَّبُونِ ١١٧فَٱفۡتَحۡ بَيۡنِي وَبَيۡنَهُمۡ فَتۡحٗا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١١٨ [الشعراء: 117، 118» أي: انصرني عليهم، وقال: ﴿رَبِّ ٱنصُرۡنِي عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُفۡسِدِينَ [العنكبوت: 30]. فالفتح في القرآن ليس توسلاً، وإنما هو طلب النصر، وهذا الذي كانت تفعله اليهود مع الأوس والخزرج في الجاهلية أنهم يطلبون النصر عليهم.

قوله: «كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِصَعَالِيكِ الْمُهَاجِرِينَ؛ أَيْ: يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ؛ أَيْ بِدُعَائِهِمْ»، يستفتح؛ أي: يستنصر، كان صلى الله عليه وسلم يستنصر بالفقراء من المسلمين أن الله يرحمهم ويرحم مَن معهم برحمة الضعفاء والمساكين.


الشرح