أي: غلبوا على أمر أهل
الكهف بالقوة لا بالشرع، ﴿لَنَتَّخِذَنَّ
عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا﴾ [الكهف: 21] فبنوا المسجد على القبور، وقد نُهينا عن
بناء المساجد على القبور بالنصوص الصحيحة.
قوله: «وَلَفْظُ الآْيَةِ إنَّمَا فِيهِ أَنَّهُمْ
كَانُوا ﴿يَسۡتَفۡتِحُونَ
عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 89] »، الآية ليس فيها
أنهم كانوا من قبل يتوسلون، بل يستفتحون؛ والاستفتاح في القرآن معناه طلب النصر،
كما في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ
بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ﴾ [الأعراف: 89]، وقوله:
﴿إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ
جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ﴾ أي: نصر المسلمين عليكم، ﴿وَإِن
تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 19]، وكما سبق أن نوحًا عليه السلام قال: ﴿قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوۡمِي
كَذَّبُونِ ١١٧فَٱفۡتَحۡ بَيۡنِي وَبَيۡنَهُمۡ فَتۡحٗا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ
مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١١٨﴾ [الشعراء: 117، 118» أي: انصرني عليهم، وقال: ﴿رَبِّ ٱنصُرۡنِي عَلَى ٱلۡقَوۡمِ
ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾ [العنكبوت: 30]. فالفتح في القرآن ليس توسلاً، وإنما هو
طلب النصر، وهذا الذي كانت تفعله اليهود مع الأوس والخزرج في الجاهلية أنهم يطلبون
النصر عليهم.
قوله: «كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِصَعَالِيكِ الْمُهَاجِرِينَ؛ أَيْ: يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ؛ أَيْ بِدُعَائِهِمْ»، يستفتح؛ أي: يستنصر، كان صلى الله عليه وسلم يستنصر بالفقراء من المسلمين أن الله يرحمهم ويرحم مَن معهم برحمة الضعفاء والمساكين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد