قوله تعالى: ﴿وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ
ٱتَّبَعُوكَ فَوۡقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ﴾ [آل عمران: 55]،
اليهود أذلاء تحت أتباع المسيح، وتحت المؤمنين دائمًا وأبدًا إلى يوم القيامة،
ولما قال عيسى عليه السلام: ﴿مَنۡ
أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ﴾ - أتباع المسيح
الذين آمنوا به - ﴿نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ
فََٔامَنَت طَّآئِفَةٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٞۖ
فَأَيَّدۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمۡ فَأَصۡبَحُواْ ظَٰهِرِينَ﴾ [الصف: 14].
قوله: «وَكَانُوا قَدْ قَتَلُوا يَحْيَى بْنَ
زَكَرِيَّا»، قتل اليهود يحيى بن زكريا عليه السلام، وقتلوا غيره من الأنبياء،
والله قد ذكر ذلك عنهم: ﴿كُلَّمَا
جَآءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُهُمۡ فَرِيقٗا كَذَّبُواْ
وَفَرِيقٗا يَقۡتُلُونَ﴾ [المائدة: 70].
قوله: «وَغَيْرَهُ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ عَلَيْهِم
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ» حاولوا قتل المسيح عليه السلام، فرفعه الله، وحاولوا
قتل محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة فأخزاهم الله وأذلهم، ونصر رسوله عليهم؛
قال تعالى: ﴿وَيَقۡتُلُونَ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ
بِغَيۡرِ حَقّٖۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ﴾ [آل عمران: 112] قوله:
«فَإِذَا لَمْ يَكُنِ الصَّحَابَةُ...»،
إذا كان الصحابة رضي الله عنهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد موته لا
يقسمون بذات الرسول على الله، ولا يقولون: نسألك بمحمد. أبدًا ما جاء هذا عنهم،
وإنما الذي جاء أنهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون منه أن يدعو
لهم، وبعد مماته عدلوا إلى العباس رضي الله عنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم أن
يدعو لهم ([1]) فيما كانوا يتوسلون
بذات الرسول صلى الله عليه وسلم أو بذات أحدٍ من قرابته.
قوله: «إنَّمَا كَانُوا يَتَوَسَّلُونَ بِطَاعَتِهِ أَوْ بِشَفَاعَتِهِ»، كانوا يطلبون منه الدعاء، والدعاء للغير شفاعة له، فأنت إذا دعوت لأخيك أو صليت على الجنازة، ودعوت لها، فقد شفعت فيها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد