قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ
السَّلَفِ: كَانَ أَقْوَامٌ يَدْعُونَ الْمَلاَئِكَةَ وَالأَْنْبِيَاءَ
كَالْمَسِيحِ وَعُزَيْرٍ وَغَيْرِهِمَا، فَنَهَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ وَأَخْبَرَ
تعالى أَنَّ هَؤُلاَءِ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ
وَيَتَقَرَّبُونَ إلَيْهِ، وَأنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنِ
الدَّاعِينَ وَلاَ تَحْوِيلَهُ عَنْهُمْ. وَقَدْ قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ
ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ
عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ بِمَا كُنتُمۡ
تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ٧٩وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّۧنَ أَرۡبَابًاۗ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ
أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ٨٠﴾ [آل عمران: 79، 80].
****
الشرح
قوله: «قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ».
تقدم تفسير الآية، والشيخ أعادها مرة ثانية؛ ليقرر المسألة.
قوله: «وَأَخْبَرَ تعالى أَنَّ هَؤُلاَءِ يَرْجُونَ
رَحْمَةَ اللَّهِ»، هؤلاء الذين تدعونهم يحتاجون إلى الله، ﴿يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ
رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ﴾ [الإسراء: 57] أي: القرب بالطاعة، ويرجون رحمته،
ويخافون عذابه، فهم عباد لا يملكون شيئًا. وقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ
لِبَشَرٍ﴾ [آل عمران: 79].
هاتان الآيتان تقدم
الكلام عليهما بأن فيهما الرد على النصارى الذين يقولون: المسيح ابن الله، أو ثالث
ثلاثة، أو الله هو المسيح ابن مريم - تعالى الله عما يقولون - فأنكر الله عليهم،
وبيَّن أن المسيح بشر ليس ابنًا لله عز وجل، وإذا كان المسيح بشرًا فلا يكون لبشرٍ
أن يأمر الناس بهذا، وإنما يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، والمسيح وغيره
يأمرون بعبادة الله عز وجل: ﴿وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن
يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ
وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ﴾ [المائدة: 72]. هذا ما قاله
المسيح عليه السلام،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد