وَهَذَا لَمْ يُذْكَرْ فِيهِ
السُّؤَالُ بِهِ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ؛ بَلْ ذَكَرُوا الإِْخْبَارَ بِهِ
أَوْ سُؤَالَ اللَّهِ أَنْ يَبْعَثَهُ.
فَرَوَى ابْنُ
أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي رَزين، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْله تعالى: ﴿وَكَانُواْ
مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ قَالَ:
يَسْتَظْهِرُونَ؛ يَقُولُونَ: نَحْنُ نُعِينُ مُحَمَّدًا عَلَيْهِمْ وَلَيْسُوا
كَذَلِكَ يَكْذِبُونَ، وَرُوِيَ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادةَ فِي قَوْله تعالى: ﴿وَكَانُواْ
مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾قَالَ: كَانُوا
يَقُولُونَ: إنَّهُ سَيَأْتِي نَبِيٌّ، ﴿فَلَمَّا
جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ﴾ [البقرة: 89]
وَرُوِيَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ إسْحَاقَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ -أَوْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ- عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: أَنَّ يَهُودَ كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الأَْوْسِ وَالْخَزْرَجِ
بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ مَبْعَثِهِ، فَلَمَّا بَعَثَهُ
اللَّهُ مِنَ الْعَرَبِ كَفَرُوا بِهِ وَجَحَدُوا مَا كَانُوا يَقُولُونَ فِيهِ،
فَقَالَ لَهُمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَبِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ
ودَاوُد بْنُ سَلَمَةَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، اتَّقُوا اللَّهَ وَأَسْلِمُوا،
فَقَدْ كُنْتُمْ تَسْتَفْتِحُونَ عَلَيْنَا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
وَنَحْنُ أَهْلُ شِرْكٍ، وَتُخْبِرُونَا بِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ وَتَصِفُونَهُ
بِصِفَتِهِ، فَقَالَ سَلاَمُ بْنُ مُشْكِمٍ أَخُو بَنِي النَّضِيرِ: مَا جَاءَنَا
بِشَيْءٍ نَعْرِفُهُ، وَمَا هُوَ بِالَّذِي كُنَّا نَذْكُرُ لَكُمْ؛ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تعالى فِي ذَلِكَ: ﴿وَلَمَّا
جَآءَهُمۡ كِتَٰبٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن
قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا
عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 89].
وَرُوِيَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كَانَتِ الْيَهُودُ تَسْتَنْصِرُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُشْرِكِي الْعَرَبِ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ابْعَثْ هَذَا النَّبِيَّ الَّذِي نَجِدُهُ مَكْتُوبًا عِنْدَنَا حَتَّى نُعَذِّبَ الْمُشْرِكِينَ وَنَقْتُلَهُمْ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ