×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

مُحَمَّدًا وَرَأَوْا أَنَّهُ مِنْ غَيْرِهِمْ كَفَرُوا بِهِ حَسَدًا لِلْعَرَبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَقَالَ اللَّهُ: ﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ يَهُودُ خَيْبَرَ تُقَاتِلُ بِسُكَيْنَة، فَكُلَّمَا الْتَقَوْا هُزِمَتْ يَهُودُ، فَعَاذَتْ بِهَذَا الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُك بِحَقِّ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُْمِّيِّ الَّذِي وَعَدْتنَا أَنْ تُخْرِجَهُ لَنَا آخِرَ الزَّمَانِ إلاَّ نَصَرْتنَا عَلَيْهِمْ، فَكَانُوا إذَا دَعَوْا بِهَذَا الدُّعَاءِ هَزَمُوا غطفانَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَفَرُوا بِهِ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: ﴿وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ [البقرة: 89]. وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ، وَقَالَ: أَدَّتِ الضَّرُورَةُ إلى إخْرَاجِهِ ([1]).

****

الشرح

قوله: «أَوْ سُؤَالَ اللَّهِ أَنْ يَبْعَثَهُ»، اليهود كانت تخبر به، أو يدعو الله أن يبعثه ليتبعوه.

قوله: «فَقَالَ سَلاَمُ بْنُ مُشْكِمٍ أَخُو بَنِي النَّضِير»، هذا من علماء اليهود وزعمائهم، «مَا جَاءَنَا بِشَيْءٍ نَعْرِفُهُ، وَمَا هُوَ بِالَّذِي كُنَّا نَذْكُرُ لَكُمْ»، أنكره والعياذ بالله.

قوله: «وَرُوِيَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ...». هذه أقوال السلف في تفسير هذه الآية، وأنها ليست في التوسل، وإنما هي في إخبار اليهود عن بعثة النبي، وأنهم سيتبعونه وينتصرون على الكفار.


الشرح

([1])  المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم (3042).