×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُخَوِّفُونَ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ قَالَ الله تعالى: ﴿وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡ‍ٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ٨٠وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٨١ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ ٨٢ [الأنعام: 80- 82].

****

الشرح

إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لما ناظر قومه في عبادتهم للكواكب، وأبطل حجتهم ولم يبق لهم حجة، هددوه وخوفوه بأن آلهتهم ستضره وستنتقم منه، فليتركها، فقال لهم: ﴿أَتُحَٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡ‍ٔٗاۚ. أنا لا أخاف من الأصنام والأحجار والأشجار؛ لأنها ضعيفة لا تملك شيئًا، فهذا رده عليهم لما هددوه أن آلهتهم ستنتقم منه، ﴿إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡ‍ٔٗاۚ، ثم بين أنه متوكل على الله فلا يضرونه، ﴿وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ أنكم على الباطل، وأنا على الحق، أفلا تتذكرون هذا؟

ثم قال في رده عليهم متعجبًا: ﴿وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ: أنتم تخوفونني بالأصنام، وأنا أخوفكم بالله الذي لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى، أما هذه الأصنام فعاجزة، وهي أقل منكم، فهي جماد، وأنتم الذين تصنعونها وتنحتونها، فهي من صنع أيديكم: ﴿قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ ٩٥وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ ٩٦ [الصافات: 95، 96].


الشرح