الله، فمحبة المؤمنين لله خالصة، ومحبة المشركين لله مشتركة، وهي باطلة؛
لأن الشرك إذا خالط العبادة أبطلها وأفسدها، ولهذا قال: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا﴾ أي: أوثانًا، ﴿يُحِبُّونَهُمۡ﴾ يحبون الأنداد، ﴿كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾، هذا هو الشرك
والعياذ بالله، ثم قال: ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾ لأنهم أخلصوا محبتهم لله.
وقوله تعالى: ﴿فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ
وَٱخۡشَوۡنِ﴾ [المائدة: 44]. الخشية من أنواع العبادة، وكما سبق هي
عبادة قلبية، قال تعالى: ﴿أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ
فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [التوبة: 13]، وقال
تعالى: ﴿فَلَا
تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ
تَهۡتَدُونَ﴾ [البقرة: 150]، فالخشية نوع من أنواع العبادة لا يجوز
صرفها إلا لله سبحانه وتعالى، ولا تخش في الله لومة لائم أبدًا.
وقوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا﴾ [الأحزاب: 39]،، ما أنزل الله سبحانه وتعالى: ولا يكتمونه؛ بل يبلغونه للناس، ويخشونه سبحانه وتعالى ولا يخشون أحدًا إلا الله، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، فيبلغون ما أنزل الله إلى الخلق، ولا يكتمون منه شيئًا خشية الناس، بل يبلغونه للأمانة والتمام، بخلاف الذين يكتمون ما أنزل الله خشية الناس، أو خشية فوات المطامع والمقاصد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد