×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 والرغبة من أنواع العبادة، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ [التوبة: 59].

قوله: «وقال الله تعالى فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ الَّتِي هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ». فاتحة الكتاب هي أعظم سور كتاب الله، وهي أم القرآن، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وهي الكافية، والشافية، والرقية، ولها أسماء كثيرة تدل على عظمتها؛ لما تتضمنه من المعاني العظيمة الجليلة، وسميت أم القرآن، وأم الشيء هو الذي يرجع إليه الشيء، فكل القرآن تفصيل لما في الفاتحة من الأسرار العظيمة والمعاني الجليلة، فهي أم القرآن؛ قال فيها سبحانه وتعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5].

، خص العبادة والاستعانة به سبحانه وتعالى؛ لأن هذا حصر تقديم المفعول، والمفعول يفيد الحصر، ﴿إِيَّاكَ هذا مفعول ﴿نَعۡبُدُ ومفعول ﴿نَسۡتَعِينُ، فتقديم المفعول يدل على الحصر، فحصر العبادة له سبحانه وتعالى.

وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا [البقرة: 165]. محبة الله تعالى أعظم أنواع العبادة، فالذين آمنوا أخلصوا محبتهم لله، ولم يشركوا معه فيها غيره، أما الطبيعية كمحبة الولد والزوجة والوالدين، ومحبة الطعام والشراب، فهذه محبة طبيعية، ليست بعبادة، وليس معها ذل ولا خضوع ولا انقياد. إنما الكلام على محبة العبادة التي معها خضوع وذل للمحبوب وانقياد له، هذه خاصة بالله سبحانه وتعالى.

فالمؤمنون أخلصوا محبتهم لله، لا يحبون معه غيره؛ أما المشركون فإنهم أشركوا مع الله في محبته، فهم يحبون الله لكنهم يحبون معه الأصنام والأوثان، ويزعمون أنها تقربهم إلى الله، وتشفع لهم عند


الشرح