وفي هذا رد على الخوارج الذين يكفرون بالكبائر التي دون الشرك، ويُخرجون
صاحبها من الملة.
وقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ
رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ٢١ٱلَّذِي
جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ
مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ
أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٢﴾ [البقرة: 21، 22]، خالق هذه
الأشياء هو المستحق للعبادة، فلا يُجعل معه ند وشريك، لا يخلق شيئًا من هذه
الأمور، والله سبحانه وتعالى لا شريك له، ولا شبيه، ولا مثيل.
وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ ٱللَّهُ لَا
تَتَّخِذُوٓاْ إِلَٰهَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَإِيَّٰيَ
فَٱرۡهَبُونِ﴾ [النحل: 51] أي: لا تشركوا مع الله سبحانه وتعالى غيره
كائنًا من كان، لا مَلَكًا من الملائكة، ولا رسولاً من الرسل، ولا وليًّا، ولا غير
ذلك.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ
وَٰحِدٞ﴾، هذا حصر، إنما هو سبحانه إله واحد لا شريك له، ﴿فَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ﴾، حصر الرهبة فيه
سبحانه وتعالى، فهو الذي يُرهب ويُخاف ويُخشى سبحانه وتعالى.
وقوله تعالى: ﴿فَإِيَّٰيَ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [العنكبوت: 56] ,
هذا أيضًا في حصر العبادة لله سبحانه وتعالى؛ لأنه هو الذي يستحقها، وهي حق له على
خلقه، فلا يُصرف منها شيء لغيره.
وقوله تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغۡتَ﴾ من أعمالك ﴿فَٱنصَبۡ﴾ [الشرح: 7] في عبادة الله سبحانه وتعالى، فتقضي فراغك في عبادة الله سبحانه وتعالى، وإذا فرغتَ من أعمالك - من راحتك، من نومك، من أكلك، من شربك، وكان عندك فراغ فاشغله في عبادة الله - ﴿وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب﴾ [الشرح: 8]، هذا محل الشاهد؛ أي: لا ترغب إلى غيره، فحصر الرغبة في الله سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد