×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَقَدْ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48]، وقال تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 22]، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ ٱللَّهُ لَا تَتَّخِذُوٓاْ إِلَٰهَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ [النحل: 51]، وقال تعالى: ﴿فَإِيَّٰيَ فَٱعۡبُدُونِ [العنكبوت: 56]، وقال تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ ٧وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب ٨ [الشرح: 7، 8]، وقال الله تعالى فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ الَّتِي هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5]، وقال الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ [البقرة: 165]، وقال الله تعالى: ﴿فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ [المائدة: 44]، وقال الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَٰلَٰتِ ٱللَّهِ وَيَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا يَخۡشَوۡنَ أَحَدًا [الأحزاب: 39].

****

الشرح

عظم الله جل وعلا من شأن الشرك، وحذر منه في آيات كثيرة؛ منها هذه الآية: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48].، وكرر هذه الآية في سورة النساء مرتين: في أثنائها، وفي آخرها. فالمشرك إذا مات على الشرك لا تناله المغفرة، فهذا يدل أن الشرك خطره عظيم؛ حيث لا تسعه رحمة الله ولا مغفرته والعياذ بالله.

ثم قال: ﴿يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ من الذنوب، ولو كانت كبائر، ولو كانت زنًا، أو سرقة، أو شرب خمر، أو أكل ربا، أو غير ذلك، لكنها ليست شركًا، فهي تحت المشيئة؛ إنْ شاء الله غفرها، وإن شاء عذب بها، ثم يخرج من النار ويدخل الجنة بعد ذلك، فالكبائر التي دون الشرك يُرجى لها مغفرة الله سبحانه وتعالى، وإن عذب بها صاحبها فلا يُخلد في النار كما يُخلد المشرك؛ بل يُعذب بها ما شاء الله، ثم يخرج منها.


الشرح